تشكل رحلات الصيد البحرية اليومية جزءا من تاريخ كثير من أهالي جازان فأصبحوا أوفياء للبحر عبر السنين، وارتبطت مهنة الصيد بجزء من حياتهم كإرث أصيل تتوارثه الأجيال، غير أنه في الفترة الأخيرة اصطدم الصيادون بالعديد من العقبات التي دفعت بعضهم إلى اعتزال المهنة نتيجة الإجراءات القانونية بعد عجزهم عن الالتزام بالأقساط الشهرية لعدد من البنوك. وقال بعضهم لـ«عكاظ» إن نزولهم للبحر لم يعد مجدياً، إذ يكلف الوقود القارب الواحد نحو 400 ريال في اليوم، فيما تقل أرباحهم عن ذلك بكثير. «عكاظ» قصدت مع ساعات الصباح الأولى مرسى الصيادين وسوق المزاد للأسماك بجازان، وحاولت لقاء الصيادين المواطنين إلا أن ارتفاع أعداد العمالة الوافدة جعل اللقاء صعبا إن لم يكن مستحيلا، وبعد مرور الوقت رصدنا عددا منهم عبروا عن عشقهم للبحر ولمهنة الصيد، وقالوا إن كثيرا من زملائهم تركوا المهنة التي كانت توفر لهم لقمة العيش نتيجة العقبات والصعوبات التي تواجههم. ورأى عمر أحمد أنه يعشق البحر ورحلات الصيد ظلت رفيقة لحياتهم حتى لو ارتبطوا بأعمال ووظائف. وأضاف من جانبه سالم الحمدي أن المراكب البحرية الكبيرة التابعة للشركات دمرت مهنتهم، كما أن هذه الشركات أتلفت الشعب المرجانية وقضت على الأسماك الصغيرة بشباكها العملاقة التي تجرف كل شيء من عمق البحر. أما عبدالله عباس فيقول إن الكثير من الصيادين عزفوا عن الصيد وعن نزول البحر بسبب معاناتهم من الصيد الجائر الذي تمارسه الشركات الكبيرة، إضافة إلى القروض التي أثقلت كواهل الصيادين، مناشدا الجهات ذات الاختصاص بإيجاد حلول جذرية للصيادين ومساعدتهم لممارسة مهنتهم دون معوقات، منتقدا في ذات الوقت الاشتراطات التي تحظر الصيد في منطقة 3 أميال من الشواطئ.